قالت غزة...
بقلم/ حسين السليماني الحنشي
القول ما قالته ـ غزة ـ فليسمع العالم قول غزة!
قالت غزة: بمنطق اليقين، بمنطق المتحررين، منطق غاب عن العالمين! إننا هنا صامدون لا نغير ولا نبدل. فقالت لهم العرب والعجم: أنكم لمدركون من جيش إسرائيل ومن خلفه أقوى جيوش العالم وأمواله.
ببساطة: أخرجوا المقاومين من بينكم، فإنهم أناس متحررون، ولأقامت دولة فلسطين والقدس مطالبون، وهذا من المستحيل تحصلون عليه، أمام من يملك مالا تملكون ...
واعلموا أن الكل ضدكم حيث أنكم شرذمة قليلون، لكن شعب غزة أثبت أن أغلبه مقاومون، وقرارات الظلم رافضون ، ألا تشاهدون، صغارهم وكبارهم على كل حال يحمدون .
فكان الصياح من حكام المنطقة، يا أهل غزة: أنا لكم لناصحون، ووافقوا على ما تطلبه إسرائيل، ففيه النجاة وبه تفتح لكم المعابر وبسلام تعيشون .
فردة غزة على المنبطحين: هل أهلنا في الضفة يعيشون؟
تهدم بيوتهم التي بذلوا فيها أعمارهم في لحظة، وتصادر مزارعهم، ويقتل شبابهم، وتدمر مصالحهم دون سابق إنذار...
إن هذا قول المرجفون، من عهد النبي، محمد الصادق الأمين، في المدينة بنور التنزيل والإيمان، هذا حالهم يعلنون الإخوة وهم منافقون.
لقد توكلت غزة على ربها حينما رأت الحق؛ لأنها تقاتل عدو الله وقاتل الأنبياء والمرسلين، ألم تعلموا أن الله أقوى من سلاح الظلمة المجرمين؟
لقد أهلك الله فرعون وهو في أقوى قوته، وأهلك الله الأحزاب وهي تحاصر المدينة.
وتسقط دولة الفرس والروم والمغول وهم في أوج قوتها العسكرية والمادية.
إن هلاك اليهود اليوم، مع سائر الطغاة، هو أقرب إلى الواقع، حيث تتمتع تلك الدول بالقوة في كافة المجالات المادية والبشرية والسياسية، وكذا المقاومة في غزة تتمتع بمالا يجد عند هذا العالم الصامت ـ بالإيمان ـ هنا ينزل النصر من الله وحدة، ليس مما أوجده الإنسان، بل من الله، حيث قد استجاب الأفراد في المقاومة بالعمل بما أتيح لهم، ووكلوا النصر لله، فحتسبوا وصبروا .
نعم، لقد قالت غزة : لا حين صمت الناس، لقد قالت غزة : نحن لها دفاع عن الإسلام ومقدساته، وعن العروبة، بل وعن الإنسانية من الصهيونية والامبريالية،
فكانت في الخطوط الأولى للدفاع والتصدي، الله أكبر، كم أنتم عظماء يا أهل غزة، حينما أذهلتم القريب والبعيد والمحب والعدو!
لقد أذلت غزة جيشا نحتوه في صدورنا، بأنه جيشاً لايقهر. فكيف وقد أسرتم منه جنود وضباط، وأحرتقتم مدرعاته ودمرتم أسلحته التي لا تقهر أمام جيوش العالم؟!
لله دركم يأهل غزة القلة المؤمنة، فقد إعادة لنا غزة يوم اليمامة من المسافة صفر. إعادة لنا غزوات الصحابة...
إن الأطفال في غزة يولدون رجال قبل أوانهم، فيرعبون جيش اليهود الكرتوني.
كانت الحرب على غزة التي شارك فيها الجميع من القريب والبعيد. عنوان الجبروت والظلم، فكانت لها عزة وبكل جدارة...
إن غزة هي الجذوة التي اشعلت في الأمة صحوة الجهاد الذي مات في قاموس الكثيرين من المسلمين، واليوم إليهود والغرب النصراني يضربها بشدة، وقد أشهر سياطه على المقاومين والمتحررين في العالم حتى الصور والكلمات التي تدعمهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فتمنع وتحذف...لكن المصيبة من سياط الخونة الذين يعملون ضد المجاهدين وأعطت الضوء الأخضر للسلطات العميلة بفتح السجون والمعتقلات والمسالخ. يريدون اطفأ جذوت المتحررين من الشعوب...
واليوم نحن كشعوب للأسف شاركنا في الكثير من الأعمال ضد المتحررين منا، واصبحنا اليوم ننادي: أين الأمة مما يحدث في غزة؟ والجواب:
[لا تقتلوا أسودكم فتأكلكم كلاب اعدائكم]
أتبكي على لُبنى وأنت تركتها؟
فقد ذهبت لُبنى فما أنت صانع؟
وامعتصماه...
لكن لا وجود للنخوة المعتصم عند من يحلس على عروش الحكم ...
فأصبحنا أمة بلا مخالب ، فلا يخشاها أحد!!!