عام مضى على رحيل الشيخ ناصر المقبع العلهي
يصادف تاريخ ( 21 / 9 / 2025م ) الذكرى الأولى لرحيل الشيخ ناصر المقبع العلهي مرد علة ، وواحد من الشخصيات الاجتماعية البارزة في محافظة أبين على وجه الخصوص ، واليمن بصورة عامة .
نعم لقد رحل الشيخ ناصر عن دنيانا الفانية ، وترجل عن جواد المشيخة الذي امتطاه لأكثر من أربعين عاماً ..
وكان نعم الفارس ، ونعم البطل ، ونعم الشهم ، ونعم الرجل ، ونعم الحكيم.
قاد دفة سفينة المشيخة باقتدار ، وأبحر بها بجدارة ، ووجهها بحكمة ، وأوصلها إلى الشاطيء بأمان .
تجاوز الأعاصير الشديدة ، وتحدى الأمواج المتلاطمة ، ووقف شامخاً إزاء الرياح الهوج ، وكان رباناً ماهراً ، وقائداً متميزاً .
عُرِفَ بحنكته ، وفطنته ، وذكائه ، وسرعة بديهته ، وخفة طبعه ، وحسن معشره ، وسخاء يديه ، وصدق كلمته ، ونبل مقصده ، ودماثة خلقه ، وعفة لسانه ، وطيب مطعمه .
رغم أميته إلا أنه كان حكيماً فطناً، وشاعراً متميزاً ، ومتحدثاً لبقاً ، ومبادراً مسرعاً ، ووطنياً مخلصاً لقضايا وطنه .
رُزِقَ من رجاحة العقل ما مكنه من أن يكون مرجعاً قبلياً لقبائل علة قاطبة ، ومحل ثقة عند الجميع ، بل امتد تأثيره إلى محافظات شبوة ، والبيضاء ، وغيرها ، بل كان مستشاراً ومرجعاً للقيادة السياسية في كثير من القضايا الاجتماعية ، وقد كانت آخر مهمة رسمية له من قبل الأخ أحمد الميسري نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية حيث كلفه رئيساً للجنة الثأر ، وقام بمهمته على أكمل وجه .
لقد كان إيجابياً ، ومبادراً ذاتياً ، ونشطاً إجتماعياً ...
فما أن يسمع بملمة ، أو مصيبة ، أو مشكلة تحصل في أية مديرية من مديريات المنطقة الوسطى ، أو المحافظات الأخرى ...إلا وكان حاضراً .
فيفرض نفسه على الجميع ، بِقَدَرِهِ ، ووجاهته ، ومكانته ، واحترامه ، وقيمته .
وكان دائماً ما يحتوي كثيراً من الخلافات ، والمشكلات الإجتماعية ، ويخمد الفتن في مهدها .
قضى حياته في خدمة أهله وخدمة مجتمعه ، وخدمة وطنه ، وقدم كل جهده ، وبذل كل وسعه لإصلاح ذات البين ، وفض النزاعات ، ونزع فتيل كثيراً من المشكلات .
عاش عزيز النفس ، عفيف اللسان ، طيب الجنان...
ورحل عن الدنيا وألسنة الناس تدعو له بالرحمة ، وتذكره بمحاسنه ، وتثني عليه بما هو أهل له .
فرحم الله فقيدنا رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان.