السعودية 95 عاماً من العطاء والقوة
في يومها الوطني الخامس والتسعين تتجلى المملكة العربية السعودية شامخة بين الأمم كمنارة للأمن وركيزة للاستقرار وداعمة للسلام تنشر ضياءها في محيط عربي مضطرب، وتزامنا مع العيد الوطني لها تشهد المملكة اليوم تحولات كبرى ونجاحات بارزة ويوكد ذلك أن قيادتها الحكيمة تمضي بمسيرة الوطن نحو غايات أسمى وأفق أوسع وتأثير اقليمي ودولي كبير.
إن مكانة المملكة وقوتها الراسخة بين الأمم لم تأتِ من فراغ، وإنما نتيجة سياسة مسؤولة انتهجتها قيادة المملكة، حيث انطلقت فيها من موقع الأخ الأكبر لدول وشعوب المنطقة ومن دعمها السخي للقضايا العادلة ومن مواقفها التي توازن بين الحكمة والسياسة والحضور القوي، فتجعل من حضورها قوة سلام واستقرار ونحاح لاهدافها السامية الاستراتيجية تمتد يدها بالخير والدعم للكثير، ولسانا يرفع صوت الحق أينما كان.
لقد كان دعم المملكة طائل، ويدها ممتدة بالخير للجميع وإذا ما أحصينا ما قدمته بين العيد الوطني الرابع والتسعين والخامس والتسعين، خلال عام واحد فقط، لوجدنا الكثير والكثير وعلى سبيل المثال لا الحصر كان موقفها الأصيل والصائب إلى جانب سوريا إذ دعمت حكومتها في ظروف حرجة وأسهمت في استعادة قدر من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، لتعلن أن السعودية لا تتخلى عن شقيق ولا تغض الطرف عن معاناة الشعوب، وساهمت السعودية باكبر جهود في معالجة القضايا المعقدة في سوريا منها رفع العقوبات عليها وتشجيع ودعم الاستثمار واعادة الامل والحياة على شفاه ملاييين السوريين واعادة الامل لهم في بناء وطنهم من جديد.
ثم امتد عونها إلى لبنان حيث فتحت نافذة أمل في جدار الانسداد السياسي فدعمت انتخاب رئيس للجمهورية وساندت الجيش ومؤسسات الدولة لتواجه محاولات الميليشيات العابثة ممثلة في حزب الله الإرهابي والتي عملت هذه المليشيات اللبنانية على تعليق الدستور والاستهتار بالدولة والحكومة وسرقت القرار الوطني لسنوات مضت واختطفت في الماضي حاضر لبنان ومستقبلها، ونشاهد ويشاهد العالم اليوم أن لبنان الدولة تعود لوضعها الطبيعي تدريجيا والعمل على اعادة بناء مؤسساتها من جديد.
وفي قضية العرب الأولى كانت المملكة عند الموعد إذ نجحت دبلوماسيتها الرصينة ومكانتها المرموقة وتاثيرها الدولي في إقناع المجتمع الدولي بالاعتراف بإقامة دولة فلسطينية لتمنح الحلم الفلسطيني زخماً جديداً وتضع سدا أمام غطرسة الاحتلال ومحاولاته طمس الهوية الفلسطينية فكان ذلك انتصارا سياسيا يليق بتاريخها ومكانتها ورسالتها تجاه قضايا الأمة والإسهام الفاعل في استقرار وأمن المنطقة الذي ينعكس استقرار وأمن المنطقة على العالم سلبا او ايجابا.
على الصعيد الدفاعي جاء توقيع الاتفاقية الاستراتيجية مع باكستان قبل ايام ليؤكد أن السعودية لا تبني أمنها فحسب وإنما تعزز أمن المنطقة بأسرها ولا أبالغ إن قلت أمن العالم حيث تضع لكل شيء حسابه ولكل تهور حد، فتستعد لمواجهة التهديدات مهما كانت جسامتها لتمضي بثبات في حماية مقدراتها ومقدرات أشقائها ومصالح العالم في المنطقة وعلى راسها الطاقة والشراكات الاقتصادية بين دول المنطقة والدول الكبرى.
وفي خضم كل ذلك تواصل المملكة مسيرتها بخطى ثابتة نحو نهضة داخلية شاملة وغير مسبوقة تشمل الجوانب الاقتصادية والصناعية والاجتماعية وتعزيز العلوم والمعرفة من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتطوير قدرات الأمن السيبراني #بما يسهم في بناء مجتمع معرفي متقدم ويواكب متطلبات العصر الرقمي، وغيرها من المجالات مما جعلها نموذجًا عالميا يحتذى به في مسيرة التنمية والنمو ومؤكدًا لنجاح رؤية 2030 وتحقيق أهدافها وفق الخطط المرسومة.
إنه عيد للوطن الكبير الشقيق وعيد للعالم الذي يرى في السعودية اليوم صوتا للحكمة ويدا للسلام ودرعا للأمن ونبراسا يقود المنطقة نحو غد أكثر استقرارا وعدلاً وازدهارا.