الأستاذ القدير محسن محمد الحسني.. شخصيةٌ تربويةٌ ورياضيةٌ بارزة في يافع سباح
في إطار سلسلة الشخصيات التربوية التي يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع – محافظة أبين، نسلّط الضوء اليوم على واحدةٍ من الشخصيات المتميزة التي جمعت بين العطاء التربوي والتميّز الرياضي، الأستاذ القدير محسن محمد حسين علي الحسني، مدير مدرسة الشهيد الخضر يحيى في منطقة الصعيد بمديرية سباح، والذي شكّل على مدى أكثر من ثلاثة عقودٍ نموذجاً يُحتذى في الإخلاص والقيادة التربوية الناجحة.
الميلاد والنشأة
وُلد الأستاذ محسن محمد الحسني في الثامن من يوليو عام 1972م، في قرية شعب الوسطى بمنطقة الصعيد – مديرية سباح – يافع – محافظة أبين.
نشأ في بيئةٍ تربوية بسيطة، وتزوّج ورُزق بثمانية أبناء (أربعة ذكور وأربع إناث). بدأ مشواره الدراسي عام 1979م في مدرسة الشهيد الخضر يحيى ناصر بالصعيد تحت إدارة الأستاذين فضل الحربي وزين يحيى (رحمه الله).
تتلمذ على أيدي نخبة من المعلمين البارزين أمثال: علوي عليان، وعبدالله سالم، وعبدالله عبدربه، وآخرين. ونظراً لعدم اكتمال المراحل الدراسية في تلك الفترة، واصل دراسته في منطقة لودر – زارة، حيث أكمل الصفين الخامس والسادس.
وبسبب أحداث 13 يناير 1986م، اضطر لمغادرة لودر والانتقال إلى مدرسة لبوزة شعب العرب بمديرية رصد، ومن ثم إلى مدرسة الشهيد العمودي بزنجبار حيث أكمل المرحلة الموحدة عام 1988م. وواصل دراسته الثانوية في ثانوية ناصر أحمد صالح بزنجبار حتى الصف الثالث الثانوي، قبل أن يُكمل الفصل الدراسي الثاني في ثانوية سالم صالح برصد، ثم عاد إلى زنجبار لإكمال الصف الرابع الثانوي وتخرّج عام 1992م.
ورغم الظروف الأسرية الصعبة التي حالت دون استكمال دراسته الجامعية، إلا أنه واصل مشواره التربوي بإصرارٍ وعزيمةٍ قلّ نظيرها، ليبدأ مسيرةً مهنيةً حافلة بالعطاء.
التدرج الوظيفي والمسيرة العملية
التحق الأستاذ الحسني بالعمل التربوي في 19 نوفمبر 1993م معلماً في مدرسة الشهيد الخضر يحيى الصعيد، نفس المدرسة التي درس فيها طفلاً. أُسندت إليه مادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية، واستمر في التدريس حتى عام 2003م، حين تم تعيينه مديراً للمدرسة، وهو المنصب الذي ما يزال يشغله حتى اليوم.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه العملية التعليمية، استطاع الحسني بجهوده الذاتية وتعاونه مع المجتمع المحلي والمغتربين، أن يحافظ على استقرار المدرسة وتطويرها، وجعلها من المدارس النموذجية في مديرية سباح.
الأعمال والخبرات
1993م: معلّم في مدرسة الشهيد الخضر يحيى بالصعيد.
2003م: مدير المدرسة حتى اليوم.
2010م: متابعة مشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية في بناء ثمانية صفوف دراسية مع الملحقات.
2011م: مدير مشروع السقايات – الصندوق الاجتماعي للتنمية.
2011م – 2015م: عمل محصلاً في كهرباء شعب البارع.
2015م – 2024م: محصل في كهرباء رصد.
منذ عام 2014م حتى الآن: عمل مع منظمة كير (CARE) مندوباً ومشرفاً ومسؤولاً على البصمة وتحديث بيانات المستفيدين وتوزيع السلال الغذائية.
2014م: منسق الصندوق الاجتماعي للتنمية حتى الآن.
2017م: من مؤسسي ثانوية الصعيد.
عمل مسؤولاً مالياً لنادي سباح، ثم مسؤولاً للنشاط الرياضي حتى اليوم.
تولّى مهمة مدير إدارة الشباب والطلاب في المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية سباح (2019 – 2024م).
2023م: عمل موجهاً تربوياً مع الصندوق الاجتماعي للتنمية في مدارس المديرية.
ساهم في بناء صالة اجتماعات، وتواصل مع المغتربين ومجالس الآباء لدعم العملية التعليمية وسدّ النقص في الكادر التدريسي.
رياضيٌّ من الطراز الرفيع، شارك في العديد من البطولات على مستوى مديريات رصد وسباح ولبعوس والرباط الخضراء، وحقق خلالها إنجازاتٍ مميزة.
ناشط رياضي ومتابع دائم لمختلف الدوريات المحلية والعربية والدولية.
نال العديد من الشهادات التقديرية والدروع التكريمية تقديراً لعطائه التربوي والرياضي.
الدورات والتأهيل
شارك الأستاذ محمد الحسني في العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية، منها:
- دورات إعداد معلمي الصفوف (1–3).
- دورات مديري المدارس في مجالات التخطيط والإدارة التربوية.
- دورة الإدارة المدرسية ودورة الصيانة المدرسية عام 2010م.
- دورة إعداد الخطة الخمسية للتنمية – مديرية سباح، بتنظيم الصندوق الاجتماعي للتنمية في عدن عام 2012م.
خاتمة
يُعد الأستاذ محسن محمد الحسني مثالاً يُحتذى في الإخلاص والانضباط والقيادة التربوية، ورمزاً من رموز العطاء في مديرية سباح. عرفه الجميع بخلقه الرفيع وتواضعه، وبتفانيه في خدمة التعليم والرياضة على حدٍّ سواء، ليبقى اسمه علامةً مضيئة في سجل التربية والتعليم في مديرية يافع سباح – محافظة أبين.


