"المراهقة.. مصطلح غربي لتضليل الشباب"

 بقلم: _منصور بلعيدي_

 المراهقة كما تُصور في الأدبيات الغربية، هي مرحلة اضطراب، تمرد، وانفلات. لكن في تراثنا، كانت مرحلة الإنجاز، المسؤولية، والقيادة. فهل نحن أمام تضليل ثقافي؟ 
هل المراهقة صناعة ثقافية أم حقيقة بيولوجية؟
هل تم اختزال قدرات الشباب في قالب نفسي ضيق يمنعهم من الإبداع؟! 
يبرز مصطلح "المراهقة" كأحد أكثر المفاهيم إثارة للجدل. يُروج له باعتباره مرحلة اضطراب نفسي وسلوكي، بينما التاريخ الإسلامي يروي لنا قصصاً مغايرة تماماً لهدا الفهم المستورد. 

*شباب في عمر الزهور صنعوا التاريخ.. "وهم في سن المراهقة"* لم ينتظروا "النضج" ليصنعوا المجد، بل كانوا قادة، فدائيين، علماء ، فيما يلي نماذج من شباب الأمة الذين تجاوزوا حدود الأعمار الصغيرة ليتركوا بصمات خالدة في التاريخ:

*شباب صنعوا المجد في صدر الاسلام.*
- الأرقم بن أبي الأرقم16 سنة جعل بيته مقراً للدعوة السرية للرسول ﷺ لمدة 13 سنة.
- طلحة بن عبيد الله16 سنةبايع الرسول ﷺ على الموت في أحد، وافتداه بجسده .
- الزبير بن العوام15 سنةأول من سلّ سيفه دفاعاً عن الإسلام، فارس لا يُشق له غبار.
- معاذ بن عمرو ومعوّذ بن عفراء13 و14 سنةقتلا أبا جهل في بدر، فكانا سبباً في نصر المسلمين.
- زيد بن ثابت13 سنةكاتب الوحي ومترجم الرسول ﷺ، وقائد مشروع جمع القرآن .
- محمد بن القاسم17 سنةفاتح بلاد السند والهند، قاهر جيوش الوثنيين .
سعد بن أبي وقاص17 سنةأول من رمى بسهم في سبيل الله، وقائد معركة القادسية.
- أسامة بن زيد18 سنةقاد جيش المسلمين ضد جيوش الروم العظمى - - هارون الرشيد15 سنةقاد الجيش العباسي، وتولى الخلافة في سن 20.
- السلطان محمد الفاتح14 سنةتولى الحكم وفتح القسطنطينية في عمر 21
*دعوة للتأمل: أين شبابنا اليوم؟*
في ظل هذه النماذج المضيئة، يحق لنا أن نتساءل: أين شبابنا اليوم؟ 
بل أين نحن من هؤلاء العظماء؟ 
هل نربي أبناءنا على التعلق بالهواتف أم على حمل راية الحق؟ 
هل نغرس فيهم روح القيادة أم نغرقهم في مفاهيم الاستهلاك والانتظار؟

المراهقة ليست مرحلة ضعف، بل فرصة ذهبية لصناعة القادة. فلنحرر شبابنا من قيود المصطلحات المستوردة، ولنمنحهم الثقة ليكونوا كما كان الأرقم، الزبير، وأسامة. فالتاريخ لا يُكتب بالعمر، بل بالعزيمة.