التهيئة النفسية والعقلية

كتب : حسين أحمد الكلدي 

في كثير من الأحيان نقرأ في الكتب، أو نستمع إلى ما يُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي التي نحب الاطلاع عليها والتعلم منها،أو عند حضورنا المحاضرات، أو الدروس في المدرسة أو الجامعة. ونتلقى ما يلقى علينا . سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا  دون تمحيص. وقد يحدث ذلك أيضًا أثناء حديثنا مع بعضنا، أو في حضورنا ندوة دُعينا إليها، ويُلقي فيها محاضرٌ متخصص بعض الدروس التي نسعى من خلالها إلى فهم آليات التغيير والتطوير الذاتي. لكن ما لا نعلمه أن بعض العقول قد تُلقي في عقولنا شيئًا من القمامة والتفاهات الفكرية بقصد أو دون قصد، ونحن لا ندرك خطورة ذلك علينا عندما تكون عقولنا وأذهاننا مفتوحة بلا حماية. ولذلك، دعني أوضّح لك ما يحدث لعقولنا حين نتركها مفتوحة دون سيطرة على ما يتدفق إليها من هذه “القمامة والتفاهات الفكرية” المغلّفة بشكل جميل، فيُدخلها البعض إلى عقولنا دون أن تكون مناسبة لنا، فنستقبلها من غير وعي. ولأجل ذلك، ينبغي عليك تغيير تهيئتك العقلية؛ فالعقل يعمل وفق ما تُدخله إليه من معلومات. لذلك، لا تسمح أصلًا لأي مدخلات سلبية بأن تجد طريقها إليه؛ لأن العقل لا يُثمر شيئًا ما لم تزرع فيه ما يفيده. فلا تقبل ما لا يصلح لمستقبلك أو لا يليق بك أن تتعلمه. فإن دخلت المعلومات السلبية إلى عقلك دون وعي، فاعلم أن البذور التي زُرعت بالأمس تحصدها اليوم؛ فما وصلتَ إليه اليوم هو حصاد أفكار الأمس.فلا تسمح لأحد أن يبني تصورك عن الآخرين أو عن نفسك؛ فالصورة المنقولة تأتي متشابهة لنفوس أصحابها مهما بدت لك فهي، متوافقة مع رغباتهم، وستجني ثمار ذلك لا محالة. سلبًا أو إيجابًا. وبالتالي، إذا قمت بتغيير مفرداتك، وأزلت الكلمات السلبية، واستبدلتها بأخرى إيجابية، فستظهر نتائج ومفاهيم إيجابية. إنها مسألة وقت فقط. ولتطوير نفسك، عليك اختيار الوقت المناسب للقراءة أو الاستماع مايلقى عليك ، وتجنّب ذلك عندما تكون نفسيتك محبطة أو مرهقة؛ فهذا وقت غير مناسب لأي تحفيز. احرص على أن تختار الوقت الذي تكون فيه في أفضل حالاتك المزاجية، سعيدًا ومتحمسًا؛ فهذه نقطة شديدة الأهمية، وقد ترتقي بك تلك اللحظات إلى مستوى أعلى من الوعي.
ويجب كذلك تكرار ما تقرؤه أو تسمعه وتمحيصه من أجل تثبيت المعلومات وفهم ما تريد معرفته بشكل أوضح؛ لأن القراءة أو الاستماع للمرة الأولى يكونان في مستوى معين من الوعي، وقد يكون العقل الباطن حينها غير مهيأ لاستقبال الأفكار أو المعلومات التي ترغب في استيعابها.

9 / Dec / 2025