مهندسا المشهد الإعلامي في أبين (الباعزب والعولقي) إرادة البناء ودروس التميز
في سماء العمل العام، لا يظهر التميز صدفة، بل هو نتاج إرادة وعمل دؤوب يقودها الحكمة والشراكة. وفي محافظة أبين، يتجلى هذا التميز في ثنائية قيادية فذة؛ الدكتور ياسر العبد باعزب، المدير العام لمكتب الإعلام، والأستاذ محمد ناصر العولقي، رئيس مجلس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين. إنهما يمثلان معاً أعمدة حقيقية لنهضة إعلامية ترتكز على المهنية والمسؤولية.
لقد كانت اللقاءات التي جمعتني بهذين الهامتين على الدوام ورشة عمل لا تنتهي، تحمل مسؤولية قيمة تتجاوز حدود الجدل الإعلامي العادي. إن هذا التعاون ليس مجرد تنسيق إداري، بل هو تكامل قيادي يهدف إلى تحقيق هدف سامٍ: خدمة النسيج الاجتماعي عبر قوة الكلمة الواعية.
الفضل يعود لهما في قيادة جهود سابقة أثمرت عن توحيد الصف الإعلامي للمحافظة، في مبادرات كان لها دور فَاعِل وقَيِّم في تعزيز ثقافة السلام. بفضل إدارتهما الحكيمة، تم لمّ شمل قرابة خمسين إعلامياً مثلا فقط المنطقة الوسطى غير اعلامي الدلتا، في خطوة أكدت على شمولية التغطية لهذا اللقاء الموحد مكّن الجميع من تأسيس مرحلة جديدة من التعاون وتبادل الأفكار، مؤكدين أن الوحدة تبدأ من المهنة وتتجاوز التجزئة الجغرافية.
فمن ذلك الموقف المشارك لي تعلمت الكثير من هامتهم القيادية، فلتدعني اوصفهم من خلاله بإلسمات القيادية بين الحنكة والإنجاز، فالدكتور Dr-Yaser Baazab يمتلك نظرة قيادية استراتيجية ترفع من مستوى مكتب الإعلام ليكون منارة إشعاع ثقافي. هو القائد الذي يوفر التمكين والدعم، وينجح في إدارة المنظومة بحنكة وهدوء، جاعلاً من المكتب قوة دافعة للتغيير الإيجابي.
في المقابل، الأستاذ محمد ناصر العولقي هو دينامو النقابة؛ يمثل صمام الأمان لـ وحدة الإعلاميين. يتميز بـ فعل ناجح في صهر الآراء المختلفة وتشكيل قوة نقابية متماسكة، محافظاً على الاحترام المهني والارتقاء بأخلاقيات الكلمة، كلاهما يجسد التعبير الراقي والوصف القيادي اللائق في موقعه.
إن وجود هذه الثنائية المتعاونة يبعث نبرات أمل قوية في المشهد الثقافي والإعلامي بأبين. هما يؤمنان بأن الإعلام هو البوابة الأولى لترسيخ الثقافات البناءة ومحاربة الجهل.
لهذا، إن نظرتنا التقديرية تجاه هذين القائدين لن تتغير إطلاقاً، وما نتطلع إليه هو استمرار هذا الدور الفاعل، والعمل المشترك بين الإدارتين الهامتين لرسم خطط استدامة ترفع وتوحد الإعلام الأبيني. ومثلما نجحا سابقاً في توحيد الصف خلال أيام قليلة، نؤمن بأن لامستحيل في تكرار وتثبيت هذه النماذج الناجحة كإطار عمل دائم. إنه استثمار في وعي أبين ومستقبلها.


