تعز.مستشفى خالد حمد الصقربمديرية جبل حبشي: فرصة ضائعة بين الدعم السخي وسوء الإدارة.

تعز.مستشفى خالد حمد الصقربمديرية جبل حبشي: فرصة ضائعة بين الدعم السخي وسوء الإدارة.

( أبين الآن) كتب: موسى المليكي

مرّ عامان على افتتاح مستشفى المرحوم خالد حمد الصقر النموذجي في مديرية جبل حبشي غربي محافظة تعز، المستشفى الذي أقيم بدعم كريم من فاعلين خير كويتيين عبر جمعية الهلال الأحمر الكويتي. كان هذا المشروع الكبير يحمل في طياته وعداً بخدمة صحية نموذجية للمجتمع المحلي، وكان من المفترض أن يشكل منارة للرعاية الطبية في المنطقة.

لكن، للأسف الشديد، تبخرت هذه الفرصة الذهبية بين ضعف الإدارة وتراكم الإهمال. 

الدعم المادي واللوجستي الهائل لم يُستفد منه، والإمكانات الهائلة بقيت شبه مهملة، بينما تحولت المصالح الشخصية إلى حجر عثرة أمام نجاح المؤسسة. لقد كان من الممكن أن يصبح مستشفى خالد حمد الصقر نموذجاً للرعاية الصحية، لكنه للأسف صار اليوم مثالاً صارخاً على ضياع الفرص بسبب إدارة عاجزة، تفتقر إلى الرؤية والمسؤولية.

المستشفى يحتاج الآن إلى ثورة إصلاحية حقيقية، تتجاوز مجرد إعادة ترتيب الكراسي. 

يحتاج إلى إدارة شفافة، مسئولة، ذات رؤية واضحة، تضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار شخصي، وتحمل على عاتقها همّ خدمة المواطنين بكل أمانة وضمير حي. 

إدارة تخاف الله في عملها، لا تسعى للكسب على حساب معاناة المرضى، بل تعمل لإعادة المستشفى إلى دوره الحقيقي كمؤسسة تخفف الألم وتقدم الرعاية.

أبناء مديرية جبل حبشي لم يعودوا قادرين على الصمت. المستشفى ملك للجميع، وحقهم المشروع أن يطالبوا بحقوقهم كاملة، أن يسمع صوتهم المسؤولون، وأن ترى جهودهم النور. لقد حان الوقت لكشف الحقائق، ومحاسبة المقصرين، وإعادة المستشفى إلى مساره الطبيعي، بعيداً عن الجمود والتقصير.

مستشفى خالد حمد الصقر بحاجة إلى قيادة تستنهض العزيمة، تحرك عجلة الإصلاح، وتعيد الأمل إلى المرضى وأسرهم. لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه، والسكوت اليوم يعني استمرار المعاناة غداً. إن المطالبة بحقوقنا واجب وحق، وإعادة المستشفى إلى مكانته الطبيعية مسؤولية الجميع. الفرصة لا تزال أمامنا لإنقاذ هذا الصرح الصحي، قبل أن يتحول إلى ذكرى مؤلمة لضياع الدعم والإمكانات.