خاص لشبابنا.. حين تُسرق الأحلام ولا تُسرق الإرادة

أكثر ما يؤلم الشباب ليس الفشل وحده وضياع الفرص بل أن يروا ثمرة أفكارهم تُقطف أمام أعينهم  وتُنسب إلى غيرهم أن يسهر شاب أو مجموعة شباب الليالي يخططون يكتبون يناقشون ويحلمون بمشروع يخدم الوطن والناس ثم يفاجأون بأن ما صنعوه بأيديهم صار فجأة ( إنجازًا ) لشخص آخر غالبًا ما يكون في موقع قيادة أو نفوذ .

  الأسى هنا لا يكون فقط على فكرة سُرقت بل على أملٍ خُذل وعلى ثقةٍ انكسرت وعلى إحساسٍ قاسٍ بأن الجهد الصادق لا يجد دائمًا من يحميه أو يعترف به ...

وكثير من الشباب يمرّ بهذه التجربة مرة واحدة في حياته… وبعضهم يمر بها أكثر وفي كل مرة يترك ذلك وجعا داخليًا لماذا أتعب ؟ ولماذا أحلم ؟ ولماذا أقدّم أفكاري إذا كان غيري سيحصدها ؟

لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال بوضوح وتضيع فرحة المنتهز لمشاريع الشباب هي ان سرقة المشاريع لا تعني سرقة العقول وسرقة الإنجازات لا تعني نهاية الطريق فمن يسرق فكرة لا يستطيع أن يسرق القدرة على الإبداع ولا الإرادة التي صنعت الفكرة من الأساس. .

نعم من المؤلم أن ترى من لم يتعب يتصدر المشهد ومن لم يسهر يُصفّق له لكن الأشد خطرًا هو أن تسمح لهذا الظلم أن يكسر داخلك الرغبة في الاستمرار هنا تحديدًا يكون الامتحان الحقيقي  هل نتوقف لأن غيرنا سرق ؟ أم نكمل لأننا نعرف قيمتنا ؟

فالواجب اليوم على الشباب ليس اليأس ولا الانسحاب بل الوعي وثّق أفكارك  اكتب احفظ وشارك بذكاء . تعلّم أن تحمي مشروعك كما تحمي حلمك  واعرف أن الطريق طويل وأن من ينجح مرة بالسرقة سيفشل لاحقًا حين يُطلب منه أن يبدع وحده .
والأهم لا تجعل مرارتك تتحول إلى كراهية للوطن أو للمجتمع الوطن لا يُختصر في أشخاص  ولا تُلغيه تصرفات انتهازية عابرة الوطن يحتاجك بعقلك وإصرارك أكثر مما يحتاج أصحاب الأضواء المؤقتة .

 ليست مجرد كلمات مواساة نقولها بل تجارب عشناها ووصية لكل شاب لا تيأس لا تنكسر لا تتخلَّ عن حلمك لأن أحدهم خانه .
قف من جديد طوّر فكرتك ارفع سقف طموحك واصنع نجاحًا يصعب سرقته وتذكر ففي النهاية التاريخ لا يحفظ أسماء سارقي الإنجازات لكنه لا ينسى أصحاب العقول التي صنعتها  وان تأخر الاعتراف . وسياتي الوقت المناسب ليعرف العالم من أنت ومن هم .