أيقونة بشائر المسلمين "أبي عبيدة" .. في ذمة الله
نعت كتائب عز الدين القسام عبر ناطقها الرسمي الجديد - كوكبة من القادة العسكريين و الميدانيين الذين ارتقوا شهداء بإذن الله دفاعا عن الدين و الأرض والعرض وعن الأقصى .. بعد أن لقنوا المحتل دروسا قاسية في ميادين المعارك وساحات القتال ، وضربوا أروع الأمثلة في بذل الدماء والأرواح ، ومدى الاستبسال والتضحيات تلبية لنداء واجب الجهاد في سبيل الله ، ومن بين هذه الثلة من القادة - أيقونة البشائر - الذي لطالما استبشر المسلمون بإطلالته من على شاشة قناة الجزيرة حين يصدح بخطاباته التي ترتعد لها فرائص العدو وتزلزل أركانه ، بينما تزف معها بشائر النصر والتمكين وبث روح الأمل في صفوف الأمة التي تتسمر أقدامها أمام الشاشات لتكتحل مقلتيها بمشاهدة أولئك الأبطال الفدائيين الذين يحملون على أكتافهم قذائف الياسين وعبوات الشواظ وما تحدثه من إثخان في أعداء الله وأعداء الأمة وأعداء الإنسانية جمعاء .
رحل أبو عبيدة والتحق برفقاء الدرب الذين سطروا بدمائهم و أرواحهم أروع الملاحم والبطولات .. ولن تكون كل قطرة دم من تلك الدماء الطاهرة - بإذن الله - إلا حمما وبراكين غضب على الكيان الغاصب المحتل، رحل أيقونة البشائر عن دنيانا الفانية .. ونال ماتمنى مقبلا غير مدبر .. لكن صوته سيبقى يتردد صداه في الآفاق على مدى الزمان والتاريخ .
حين ألقى أبو عبيدة كلمته الأخيرة قبل مايقارب 6 أشهر ، وبثتها قناة الجزيرة مساء يوم الجمعة الموافق : 2025/7/18 / . كتبت مقالا عن ذلك البيان بعنوان "على هامش كلمة أبو عبيدة" وليس من عادتي أن أكتب عن خطابات وكلمات أبي عبيدة وذلك لتعددها واستمرارها أثناء الحرب - باستثناء - كلمته الأخيرة التي كان جرس إيقاع كلماتها يوحي بدنو الرحيل .... فأشرت إلى ذلك في حينها - فلأول مرة يحمل أبو عبيدة في تلك الكلمة النخب المسلمة والأحزاب والعلماء بل وكل من لديه القدرة والاستطاعة يحمل رقابهم أيتام غزة وجوعى غزة وأرامل وشيوخ ونساء وشهداء غزة .. فكانت عبارات الأسى والمرارة تخرج من ثنايا كلماته ، وبحة صوته وحشرجة عباراته تبث معها إشارات دنو الأجل - التي بكل تأكيد التقطتها بعض مجسات قلوب المسلمين على مضض وحزن يعتصرها .. مع رجاء وأمل في رحمة الله وسعة فضله .
لكن هيهات هيهات أن تعدم هذه الأمة الولادة من القادة و الأبطال والمقاتلين .. فسرعان ما انبرى ملثم آخر للملثم الراحل عينته كتائب القسام ، ولسان حالها فإن رحل ياسين فهناك ألف ياسين وألف رنتيسي وألف هنيئةخ وألف سنوار وألف أبو عبيدة .. ولن يتوقف مسلسل قوافل الشهداء .. وتقديم التضحيات حتى يتم تحرير كامل التراب الفلسطيني .
رحم الله أبا عبيدة رحمة الأبرار هو ورفقاء دربه جميعا الذين ارتقوا شهداء بإذن الله . وأسكنهم فسيح جناته .
إنا لله وإنا إليه راجعون
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد .


