حياة لاتطاق
لقد ضقت من شدة الحرارة في المنزل إذ لم يعد للكهرباء وجود لاسيما في المديريات المتاخمة لمحافظة عدن التابعة لمحافظة لحج ، فنزلت إلى الشيخ عثمان لعلي أظفر بمكان مريح ، ذي هواء طبيعي بارد ، لكن الأمر كان أسوأ إذ وجدت نفسي في أزقة تملأها القمامة ، وتنبعث منها الروائح الكريهة ، عمدت إلى مقهى على الرصيف ، وطلبت كأسا من الشاي الملبن لعلي أظفر بشيء من الهواء الطلق ،
لكنني لم أمض ساعة من الوقت إلا وقد أصبت بالصداع من جعجعة أصوات المولدات الكهربائية ، والزكام من دخاخين العادمات ، فعدت إلى منزلي وأنا أردد الحسرات ، وأكثف من الزفرات ، فاستظليت بشجرة المانجو في حديقتي ، التي أداعبها صباح مساء وكأنها طفلتي الأخيرة المدللة ، عند ذلك فقط شعرت وكأنها تقول لي هون عليك يارجل فالعسر حتما سيتبعه يسر ، والشدة بعدها فرج ...