بوركت أيها الشهيد البطل
إلى جنة الفردوس أيها البطل الأردني ، الشهيد ماهر الجازي ، لقد كان في مسدسك الذي أردى ثلاثة صهاينة قتلى ، بارق أمل في الثأر لكرامة أمة بلغ تعدادها ملياري نفس ، لكنها جثت صاغرة أمام أقدام أحقر وأدنى وأجبن عدو عرفه التاريخ الماضي والحاضر ، حقا لقد فعلت رصاصات مسدسك بعدو الأمة ماعجزت عن فعله مدافع وصواريخ وطائرات جيوش أمة مستكينة مذعنة منبطحة تحت بساطير جيش الصهاينة ، الذي يعد الجيش الأجبن في عرف البشرية وثقافاتها ومدوناتها .
لقد أثبت ياجازي أن الفعل إرادة ، وأن الانتصار قرار ، وأن السلاح من غيرهما لايساوي شيئا ، مهما كان حديثا ومتطورا وفعالا ، وهذا مانراه في جيوشنا العربية المعاصرة ؛ إذ نجدها تكدس الأسلحة ، وتجمع الترسانات الضاربة ، لكننا لم يسبق أن رأيناها قد حمت أرضا من أطماع عدو ، ولاصانت عرضا من بطش مستكبر ، ولا انتصرت لمستضعف من ظلم متجبر .
أتدرون لماذا تتجرع أمتنا ألوانا من الذلة والهوان في تاريخنا الراهن ؟ أظن أن كل ذلك لأن جيوشها لم تبن بناء وطنيا ، ولا بناء إسلاميا ، وبذلك تصبح فاقدة للإرادة والقرار ، وعندما يفقد القائد العسكري هاتين الصفتين ، تضحي عقيدته العسكرية مقتصرة على جمع ما استطاع من الأموال المشبوهة قبل أن يحال على التقاعد ، وارتداء ذلك الزي العسكري المهان مع كثرة ماطرز به من النياشين والتيجان والنجوم ، والأكثر من ذلك أنك تجد كبار قادة جيوشنا ، والصف الأول من ضباطنا ، قد اعتنقوا أديانا غير دينهم ، وثقافات غير ثقافة أمتهم ، وأخلاقا غير أخلاق قومهم ، بل تجد الكثير منهم قد اكتسب لغات غير لغتهم ، ولم يقف الأمر عند ذلك وحسب ، بل تجدهم ينظرون إلى العربية الفصحى بشيء من السخرية والازدراء ، إذ لم تعد - حسب مزاعمهم - تستطيع مواكبة التحضر والتطور ، ويصمونها بالتخلف والجمود .
وبناء على ذلك نقول لهم بئس الجيوش جيوش تخلت عن أوطانها وعروبتها وإسلامها ، بل بئس الجيوش جيوش لم تحم أرضا ، ولم تصن عرضا ، ولم تنتصر لمستضعف أو مظلوم .