دار القوم العلمي في تريم.. منارة مضيئة في عالمنا الإسلامي.

تعتبر مدينة تريم الواقعة في حضرموت من أبرز المدن الإسلامية في العالم، وذلك لدورها  في نشر الإسلام وتعاليمه السمحة على مر العصور. تريم هي عاصمة موطن مدرسة حضرموت الإسلامية، وهي مدرسة وسطية معتدلة تسير على نهج السلف الصالح، وقد عُرفت بأنها مصدر لنشر الإسلام النقي والصحيح إلى مناطق متعددة حول العالم، وخاصة جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا.

لقد نالت تريم حضرموت تقديرًا واحترامًا كبيرين على المستوى الإسلامي، حيث كانت وما زالت منارة للعلم والمعرفة الإسلامية، ومصدر إشعاع للوسطية والاعتدال. وما يميز هذه المدينة هو انتشار المعاهد العلمية والدينية التي تستقبل طلاب العلم من جميع أنحاء العالم، رجالاً ونساءً. وتعتبر دول جنوب شرق آسيا، مثل ماليزيا وإندونيسيا، من أبرز الدول التي يأتِي منها الطلاب للالتحاق بهذه المعاهد، نظرًا للعلاقات التاريخية والدينية العميقة بين حضرموت وهذه المناطق.

من بين هذه المعاهد التي تسير على نهج السلف الصالح والذي تعتمد نهجه مدرسة حضرموت الإسلامية، يأتي معهد دار القوم العلمي والذي يشرف عليه الحبيب حسين بن عبدالرحمن الحبشي، حفظه الله، ويتميز المعهد بوجود نخبة من المعلمين المتميزين والمتمكنين الذين يقدمون العلم النافع للطلاب الوافدين، خاصة من ماليزيا وإندونيسيا.

كما يضم المعهد كوادر نسائية مؤهلة للقسم الخاص بالإناث، مما يوفر بيئة تعليمية ملائمة للطالبات الملتحقات بالمعهد، ويدرس فيه الطلاب والطالبات العقيدة وعلوم الشريعة والفقه الإسلامي، إلى جانب علوم أخرى تتعلق بالأخلاق والدعوة الإسلامية. ويمنح شهادته للطالب بعد أربع سنوات منتظمة.

لا يقتصر دور معهد دار القوم العلمي على تقديم التعليم فقط، بل يهتم أيضًا بتوفير كافة الخدمات الضرورية لطلابه. يقدم المعهد السكن والمأكل والمشرب وكافة الخدمات اللازمة للطلاب برسوم رمزية، في إطار سعيه لتوفير بيئة ملائمة للتحصيل العلمي والتفرغ للعلم.

يتكون مبنى المعهد من جزءين منفصلين، جزء مخصص للذكور وجزء مخصص للإناث، بحيث تتوفر لهم الخصوصية والراحة اللازمة. وبجانب المبنى الرئيسي للمعهد، يوجد منزل الحبيب حسين الحبشي وأسرته، مما يعزز من العلاقة الأسرية والروحية بين الطلاب والقائمين على المعهد.

يظل معهد دار القوم العلمي في تريم حضرموت أحد أهم المعاهد الإسلامية التي تسهم بفاعلية في نشر الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة، ويسعى إلى تخريج جيل من العلماء والدعاة الذين يحملون رسالة الإسلام بروح متسامحة، تتوافق مع نهج السلف الصالح. وتفانيه في تقديم العلم النافع، وتوفير بيئة تعليمية متكاملة للطلاب من مختلف أنحاء العالم، يعزز من دوره الريادي في نشر الإسلام النقي، وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة، مما يجعله - إلى جوار إخوته من المعاهد العلمية الدينية في تريم وعلى رأسها دار المصطفى - منارة مضيئة في عالمنا الإسلامي.