منتخب الشباب وضياع العشرة عصافير مع الشجرة
تستثمر الدول الناجحة كل طاقاتها في مجال الرياضة على اعتبارات كثيرة فتنشأ الأكاديميات الرياضة وتبني وتوسع الملاعب الرياضية وتهتم بفئات منتخباتها الوطنية وتبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل تطوير الرياضة في بلدها الذي من خلاله تجني منه الأرباح التي تعود عليها بالنفع بشكل مباشر، فيعمد اتحادات كل الرياضات المحلية على الإسهام في التطوير والنماء ويكون ديدنهم وشغلهم الشاغل تطوير رياضاتهم، إلا في اليمن فعكس كل ماذُكر أعلاه.
ليلة أمس وضمن تصفيات بطولة غرب آسيا للشباب والتي تقام مجرياتها بمدينة الطائف السعودية كان لمنتخبنا الوطني الشاب نزالًا وموعدًا مع المنتخب الكويتي القابع في ذيل الترتيب، مباراة حبست فيها الأنفاس وخيبت فيها الآمال وضربت فيها الخدود وشقت فيها الجيوب، حتى توقعات قارئة الكف "ليلى عبداللطيف" أُخفقت، كان منتخبنا الشاب غاب قوسين أو أدنى من بلوغ نصف النهائي الذي يلامسه بأخمس قدميه لولا تغير المعادلات والمعطيات الحسابية على أرض الملعب،
تعادلنا مع المنتخب الكويتي 1/1 والذي أظهر عيوب خلقية وتشوهات جينية إدارية وفنية حالت من تأخر خروجه حتى يرى النور.
ظهر منتخبنا الشباب تائه وكأنه يلعب مباراة ودية تجريبية عادية في ظل غياب لدور مدربه محمد حسن البعداني وجهازه الفني، حتى ظهر لا انضباط بالتشكيلة الأساسية ولا أتزان في الوسط ولا مهارات فردية ولا لمسات فنيه (كله جُري في جُري)، حتى التغييرات مركز بنفس المركز (مدافع بمدافع ومهاجم بدل مهاجم!) وهذا يندر حدوثه حتى بفريق شعبي بشُعب من شعاب اليمن إلا عند جهاز منتخبنا الفني فكل شيء وارد ...لا أدري لماذا!!.
أن عدم إشراك البرواني والكوماني في حسابات "البعداني" كان له دور وتأثير مباشر في الحصيلة النهائية لنتيجة المبارة، المباراة أظهرت جهاز فني يفتقد لأدنى المستويات الإدارية والتكتيكية عليه يتحمل مسؤولية نتيجة المباراة التي لايتوقعها راعي غنم.
أنت تلعب مبارة مصيرية وحاسمة من خلالها تؤسس وتبني لمشروع كأس وبطولة كان المفترض عليك كمدير جهاز فني عرض كل أوراقك حتى تحسم وتقطع دابر المتربصين والمشككين في قدرتك على أداء المهمة ولكن للأسف حصل ذلك.
المنتخب الكويتي ظهر مدافع تارة ومهاجم تارات أخرى وتحديدًا بالشوط الثاني لذلك كان يجب إنزال مهاجمين مهاريين يلعبوا الكرات البينية لإرهاق مدافع الخصم ويتوغلوا في عمق المنطقة حتى ينهكوا وتخر قواهم ولكن لم نر غير عبدالعزيز المصنوم وحيدًا وسط المدافعين الكويتيين.
لم تصدق عيناي ولم استوعب بأننا نلعب مبارة مصيرية وحاسمة ونلعبها بهذا التكتيك الهزيل والخطة الضعيفة والمستوى المتواضع مع منتخب تجرع كل الهزائم حتى يأتي أخيرًا ليعيق تقدم منتخبنا، ولولا لطف الله كاد أن يفعلها ويهزمنا حينما اتيحت له فرص وهجمات في أكثر من مرة منظمة، ولكن تعادلنا ذقناه بطعم الهزيمة أمام منتخب كويتي كل منتخبات المجموعة اجتازوه بسهولة ويسر ودون أي عنا يذكر.
بنتجة البارحة حشرتونا في زاوية حسابات (في حال هزم، وفي حال تعاد وفاز) لماذا ذاك !، لماذا أضعنا الفوز الذي كان في متناول الأيدي وشبه محسوم بعد الهدية العمانية 1/1 مع المنتخب السعودي لنتربع وبأريحية في صدارة المجموعة ماذا يحدث ومن يتحمل نتيجة المباراة ومن يقف وراء هذا التعثر الذي من خلاله أضعنا العشرة العصافير مع العصفور والشجرة!!
من نحاسب ومن نقاضي ومن نحمله نتيجة ذلك؟!.