استقالة المحافظ
استقالة المحافظ بن ماضي و امين المجلس المحلي ، ربما سيكون أحد الحلول لمعالجه الأوضاع المعقدة في حضرموت والتي ازدادت تعقيدا بعد نشر غسيل الفساد الذي يحمل تبعاته كل طرف الآخر .
استقالة بن ماضي لا إقالته سيكون شرفا له لأن هو الذي سوف يقول : ( أنا لا أريدكم مش انتم الذين لا تريدوني ، وفرق بين هذه وهذه )
ثم إن استقالة المحافظ هذه وأمين المجلس المحلي سوف يضع المجلس الرئاسي ومن ورائه التحالف في ورطة لملئ فراغ السلطة في حضرموت .
ولأن تعيين محافظ لحضرموت يكون بالتوافق أو المحاصصه بين فرقاء العمل السياسي في كل مرة ، هذه المرة لن يجدي ولن يتم ، اولا لصعوبة الاتفاق على شخصية بعينها ، خاصة بعد تبادل الاتهامات بين فرقاء العمل السياسي على إثر فتح ملفات فساد النفط المهولة ، والتي ما خفي منها كان اعظم .
وحتى لو تم مثل هذا التوافق فمن ذا المغفل الذي سيقبل بتقلد منصب المحافظة ، في ظل ظروف كهذه التي تعيشها ، وماذا عساه ان يصنع حيالها ؟ ففساد اداري ومالي ، و غياب شبه دام للخدمات ، ووضع اقتصادي صعب ، وتدهور للعملة الوطنية ، ومواطن يطحنه الفقر والغلا ، وجبهة داخلية ممزقة ، واعجاب كل ذي رأي برايه ، وكما يقال كل دجاجة على مرعاض وكل يغني على ليلاه.
نعم الخروج المشرف لبن ماضي الاستقالة مع كامل طاقم السلطة المحلية لا الإقالة ، حتى لا يشمت به الأعداء ويحزن على فراقه الاصدقاء ، وحتى تكون هذه الاستقالة مشرفة ويعود خيرها على الوطن المواطن الحضرمي بدرجة اساسية ، لا مجرد تغيير شخص مكان شخص ، يجب على التحالف أن يلتقط فراغ إدارة السلطة المحلية بحضرموت ، بتشكيل مجلس رئاسي حضرمي ، من شخصيات مستقلة ونزيهة ، تدير شؤون المحافظة باقتدار ، وتعيد الأمور إلى نصابها وتصلح ما فسده الزمن.
نحن قد وضعنا فكرة تشكيل مجلس رئاسي حضرمي من وقت مبكر ، لمعرفة المزيد عن ذلك يمكن الرجوع لمقالنا المنشور بعنوان : ( مجلس رئاسي حضرمي ويد الله مع الجماعة )
نعم الوقت مناسب للأخذ بمثل هذه الفكرة أكثر من اي وقت مضى ، نتمنى من التحالف أن ياخذ بمثل هذا الطرح ، وهذه الفكرة ، فحضرموت لن تستقر وتتحرك عجلة التنمية بها الا بإدارة جماعية لشؤونها العامة بعيدا عن التجاذبات .
فالنعلم أن استقرار حضرموت اليوم من استقرار اليمن ، بل هي بوصلته ، واستقرار اليمن من استقرار المنطقة ككل بل هي راسه وقلبها النابض ، لا نعتقد أن أي الطرف من الاطراف لا يهمه ذلك ، بل والكل مجمع عليه ، خاصة بعد التطورات الاخيرة التي شهدتها اليمن والمنطقة بل والعالم .
فالينطلق كل منا حامل هم شعبه ، ويجعله المقدم على مصالح قلة من المتمصلحين و الانتهازيين ، الذين لا يهمهم الا مصالحهم ولو على حساب خراب مالطة كما في المثل .
والله يوفق للجميع