ها هو شهر رمضان المبارك أقبل على الأبواب
ها هو شهر رمضان المبارك يُقبل علينا بنوره وخيره، يحمل معه نفحات الإيمان وأجواء الطاعة، ويُذكّرنا بفرصةٍ جديدة للتقرب من الله والتزود من الطاعات، فهو شهر الصيام والقيام، شهر القرآن والغفران، شهر تتنزل فيه الرحمات، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُصفّد الشياطين، فيعيش المؤمنون في رحاب الطاعة والسكينة.
رمضان شهر الطاعة والتغيير، وليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو محطة روحية يتزود فيها العبد بالإيمان والتقوى، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، فغاية الصيام هي تحقيق التقوى، ومجاهدة النفس، وتربية القلب على الصبر والخشوع.
أجواء رمضان الروحانية، تمتزج الروحانيات بالعبادات، فتُعمر المساجد بالمصلين، وترتفع الأصوات بتلاوة القرآن، ويحرص المسلم على قيام الليل، خاصة في العشر الأواخر، طلبًا لليلة القدر التي قال الله عنها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 3].
رمضان شهر الجود والرحمة، كما يتميز رمضان بأنه شهر الإحسان والتراحم، حيث يحرص المسلمون على البذل والعطاء، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وتفطير الصائمين، فتنتشر مظاهر التكافل الاجتماعي، ويتحقق معنى الأخوة بين المسلمين.
استعداد القلوب لاستقبال رمضان، ومع اقتراب هذا الشهر الكريم، ينبغي للمسلم أن يستعد له بالتوبة الصادقة، وتنقية القلب من الأحقاد، والتخطيط للطاعات، حتى يكون رمضان نقطة انطلاق جديدة نحو الطاعة، وبابًا لمغفرة الذنوب، وموسمًا للفوز برضوان الله.
فلنغتنم هذه الفرصة العظيمة، ولنستقبل رمضان بقلوبٍ مخلصة، ونياتٍ صادقة، سائلين الله أن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يجعلنا من عتقائه من النار.
ودمتم سالمين