أُكْذُوبة الخطوط الحُمر !!

في صبيحة آخر فجر من انهيار الإمامة والاستعمار في بلدنا الحبيب، نشأت في دواوين حياتنا مصطلحات عديدة وجمل كثيرة. 

البعض منها قد جُددت، والبعض الآخر رهينة أحداث تنشأ بظهورها وتختفي بسقوطها. 

عاش الوطن حالة من الهدوء والراحة، تركت من ذلك خطوطًا حمراء لا يستطيع أي شخص المرور منها أو تجاوزها بأي ظرف أو أي سبب.

مضت الأيام والسنين، وتوالت على البلاد أحداث جعلت من الخطوط الحمر محط أنظار الكثير ممن أرادوا أن يجعلوها مستباحة لهم.

 سقطت الدويلات تلو الدويلات، وتوالت الخيبات تلو الخيبات يومًا بعد يوم حتى كادت الخطوط تختفي لأسباب عديدة.

في العام 2011، خرجت مجاميع تُناصر مجاميع، وهي تردد "لا مساس بأي خط أحمر": الصحة والتعليم والحياة الكريمة والكهرباء وزيادة في المرتبات والثبات في العملات... الخ. سقطت الدولة آنذاك، وانفرط عقدها، وتبشر الناس خيرًا. رسم كل شخص منا حلمه فوق ما يتصور. جلسوا جميعًا على صفيح ساخن من تباين المصالح واختلاف البوصلة جنوبًا وشمالًا.

سقطت الدولة من عصابة إلى عصابة، وفي العام 2015، بدأت الخطوط الحمر تتفلت وتتساقط، والجميع لم يدرك حجم المصيبة ولا تبعاتها. 

سقطت الكهرباء وتلاشت رويدًا رويدًا حتى صارت عادة عند الناس لا يهتمون ولا يطالبون بها.

تهاوت الخطوط خطًا خطًا، وزادت الأوضاع سوءًا، وانهارت الصحة والتعليم وغيرها ممن كنا نظنها من المحظورات.

 صار المجتهد منا يبحث عن فتات العيش وقلة الخدمات لعله يعيش في زمن ضاعت منه الخطوط الحُمر !!