عيد العمال.. بين الأمس المشرق واليوم الباهت
لم أكن أعلم أن هذا اليوم هو إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال. مرّ كغيره من الأيام، بلا صوت ولا صدى. مؤسف حقًا أن تفقد مناسبة كهذه وهجها ومكانتها في الوعي العام، بعدما كانت تُحتفى بها بكل فخر واحترام، بوصفها يومًا مخصصًا لتكريم الطبقة العاملة، عماد التنمية وأساس الإنتاج.
في الماضي، كان عيد العمال مناسبة وطنية بامتياز. تُعلن أسماء "أبطال الإنتاج" في نشرات الأخبار، وتُرفع صورهم في المؤسسات، وتُقام فعاليات رمزية تعبّر عن التقدير الحقيقي لمن يكدّون ويصنعون الحياة بأيديهم.
أما اليوم، فقد غابت تلك الطقوس، وتلاشت مظاهر الاحتفاء، حتى بات هذا اليوم مجرد يوم عطلة، بلا معنى ولا رمزية. لا تكريم، لا تذكير، لا احتفاء، كأنما تم محو صفحة ناصعة من الذاكرة الجمعية.
رجعت اليوم من باب الإدارة، وشعرت بأن شيئًا كبيرًا قد سقط: قيمة العمل، ومكانة العامل، وهيبة عيدٍ كان له صولات وجولات في تاريخ هذا الوطن.
لقد أصبح غياب هذا الاحتفاء انعكاسًا واضحًا لتراجع قيم الإنتاج والاجتهاد في وجدان المؤسسات والمجتمع على حد سواء.
فهل يمكننا أن نستعيد ما مضى؟ أم أن عيد العمال سيبقى مجرد يوم عطلة... بلا روح؟