مشروع النور الجماعي: حينما يصبح الحل بأيدي الناس

في ظل أزمة الكهرباء التي أثقلت كاهل الجميع، لا يمكن أن يبقى الناس مكتوفي الأيدي ينتظرون حلولًا قد تأتي أو لا تأتي. لا أحد يشعر بمرارة الظلام أكثر ممن يعيشه يومًا بعد يوم، ولهذا، لا بد أن يكون الحل نابعًا من المجتمع نفسه، من روح التعاون والإصرار على تحسين الواقع.  

مشروع النور الجماعي ليس مجرد فكرة، بل هو خطوة فعلية نحو بناء حل إسعافي يضمن الحد الأدنى من الكهرباء لكل حي، بعيدًا عن التبعية والانتظار. تخيل أنك مع خمسين بيتًا من منطقتك، تتفقون على مكان مشترك، تتعاونون على شراء الألواح الشمسية، وتبدأون في توليد طاقة تضيء منازلكم. لم يعد الأمر حلمًا، بل مشروعًا قابلًا للتطبيق يمكن إنجازه بإرادة الناس وحدهم.  

لماذا يجب أن نبدأ الآن؟ 
- لأن الحاجة ملحة، والكهرباء ليست رفاهية بل ضرورة للحياة اليومية.  
- لأن المجتمع قادر على إيجاد حلول أفضل من تلك التي تنتظر قرارات خارجية قد تتأخر أو لا تصل أبدًا.  
- لأن هذا النموذج يضمن الاستقلالية، ويمنح كل حي القدرة على إدارة موارده بنفسه.  
- لأن مثل هذه المشاريع ستفتح الباب أمام مزيد من الابتكار والاعتماد على الطاقة النظيفة.  

كيف يمكن للناس المشاركة؟
- كل بيت يساهم بما يستطيع، ومن لا يملك القدرة يدفع قيمة لوحه بالتقسيط.  
- يتم اختيار موقع مناسب في الحي يتم التبرع به أو استئجاره ودفع قيمته لاحقًا من عائد المشروع.  
- يتم تنفيذ التركيب بأيدي أبناء المنطقة، لتكون لهم يدٌ في صناعة الحل وليس مجرد مستفيدين منه.  
- يتم تشغيل المشروع بإدارة محلية، يضمنها أهل الحي أنفسهم، فتكون لهم الحرية في ضبط الاستهلاك والصيانة.  

هذا المشروع ليس مجرد حل إسعافي، بل هو نموذج يمكن لكل حي أن يتبناه ليصبح بداية للتغيير. ما يميز المجتمع القوي هو قدرته على خلق الحلول بنفسه، وعدم الوقوف موقف المتفرج أمام الأزمات. إن أردنا أن نتخلص من الظلام، فعلينا أن نحمل النور بأيدينا.  

هل أنت مستعد لأن تكون جزءًا من هذا التغيير؟