فتح الطريق الدولي بين عدن وصنعاء عبر الضالع.. قرار إنساني وفق رؤية دقيقة وحسابات استراتيجية
في خطوة مدروسة بعناية، ومتخذة بعد دراسة دقيقة من جميع الجوانب، وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، أعلنت ودشنت قيادة السلطات السياسية والعسكرية و المحلية و الأمنية بالضالع، و بمشاركة قيادات عسكرية من المستوى الأعلى، اليوم الخميس الموافق 29 مايو 2025م، فتح الطريق الدولي الرابط بين عدن - صنعاء عبر محافظة الضالع ، وذلك استجابةً لنداء الشرفاء من أبناء المناطق الشمالية، الذين يعانون بسبب العزل وانقطاع الحركة بين المحافظات.
لم يكن هذا القرار انفعاليًا أو عشوائيًا، بل جاء بعد حسابات دقيقة، وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة لضمان أن فتح الطريق يخدم الغايات الإنسانية، دون المساس بأمن واستقرار المناطق الجنوبية المحررة. كما أن هذا الطريق الدولي كان تحت إشراف أممي لضمان تنفيذه وفق الاتفاقات المعتمدة، وبعيدًا عن أي خروقات قد تؤثر على التوازن العسكري.
ومن جانب البُعد الإنساني و الاحتياطات الأمنية ، جاء فتح الطريق تنفيذًا لتوجيهات الرئيس الزُبيدي، و استجابة لمعاناة المواطنين، خاصة المرضى وكبار السن، الذين يحتاجون إلى التنقل بحرية، كما يُسهم في تسهيل التجارة ونقل البضائع والخدمات الأساسية بين الجنوب والشمال. ونظرًا للاحتياطات الأمنية، تدرك القيادة الجنوبية أن المليشيات الحوثية الإرهابية لا تفي بعهودها، ولا تنفع معها أي ضمانات أو اتفاقيات، حتى لو كانت تحت إشراف أممي، ولهذا وضعت القوات المسلحة الجنوبية و المشتركة، خططًا أمنية صارمة، ورفعت جاهزيتها إلى أعلى المستويات لضمان عدم استخدام الطريق لأغراض عدائية أو استغلاله لتمرير مخططات تهدد الاستقرار العسكري.
ومن أجل إجراءات الأمن والمراقبة لضمان السلامة يجب فحص دقيق لكل المركبات العابرة، خاصة تلك المحملة بالبضائع ، لضمان عدم تمرير أي مواد مشبوهة. رفع درجة الاستعداد القتالي في الخطوط الدفاعية والجبهات القريبة من الطريق، حتى لا يُستغل هذا القرار في تنفيذ أي عمليات عدائية ضد الجنوب. التنسيق مع الجهات الدولية الضامنة للتنفيذ، مع إبقاء القوات الجنوبية و المشتركة في حالة تأهب دائم لأي طارئ.
هذا القرار يُشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الأطراف بالتهدئة، لكنه في الوقت ذاته يُعد رسالة قوية بأن الجنوب قادر على اتخاذ قرارات استراتيجية دون أن يُفرط في أمنه القومي. فتح الطريق كان لمصلحة المواطنين، وليس مجاملة لأي طرف سياسي أو عسكري، ولن يكون بوابة يُستغل ضد الجنوب بأي شكل من الأشكال.
إن قرار فتح الطريق الدولي بين عدن وصنعاء عبر الضالع كان خطوة واعية، لكنها ليست غفلة، فقواتنا المسلحة الجنوبية تعرف جيدًا من تواجه، وتدرك أن الحذر واجبٌ حتى في ظل القرارات التي تحمل طابعًا إنسانيًا.
لا مجال للتهاون مع أي محاولة اختراق أو زعزعة الاستقرار، وكل خطوة تُحسب بعناية، لأن الجنوب اليوم أقوى، أكثر حنكة، وأكثر جاهزية لحماية أراضيه وقراراته السياسية والعسكرية بحكمة وحزم.