تعليمٌ للبيع... وكرامةُ المعلّم في خطر
بقلم: صفاء المليح
في زوايا بعض المدارس الأهلية، حيث يُفترض أن تُزرع القيم، وتُبنى العقول، ينكسر الميزان.
تُباع العدالة بثمن، وتُشترى المراتب بشيء من المجاملات، ويُعلَّق التفوق على جدران مزيفة... تفوق لا يعرفه إلا أبناء الإدارة.
في هذه المدارس، لا مكان لِمن يجتهد، بل لمن يعرف الطريق إلى مكاتب القرار.
الأسئلة تُسرّب، والسلوكيات تُبرر، وقلة الأدب تُغلف بـ"عذر طبي"... لأن الطفل المدلل ليس كغيره، إنه ابن المدير، أو ابن من يملك القرار.
أما المعلم؟
فحين يُهان من طالب "مدعوم"، يصمت.
وحين يقول: "لا للظلم"، يجد قرار فصله ينتظره صباحًا دون نقاش.
أما الطالب العادي، إن حاول أن يدافع عن نفسه، أو يرفع صوته على ظلمٍ واضح، فمصيره الطرد... وتُغلق أمامه كل أبواب المستقبل.
هنا، لا نتحدث عن مدرسة... بل عن مملكة حاكمها الإدارة، وشعبها معلمون صامتون يعملون كالعبيد.
يعطون، ويصبرون، ويتحملون الإهانة، من أجل راتب لا يليق حتى بنصف تعبهم.
أي تعليم هذا الذي يُهان فيه صاحب الرسالة ويُكافأ فيه المتجاوز؟
أي بيئة هذه التي تُربّى فيها الأجيال على أن الظلم قوة، والصمت نجاة؟
نعم، هذا ليس تعميمًا، فهناك مدارس كثيرة محترمة، لكننا اليوم نتحدث عن ظاهرة تنمو في الظل... وتنخر جدار القيم بصمت.
أيها القارئ الكريم...
حين ترى معلمًا قد انطفأ صوته، تذكّر أنه ربما قال كلمة حق… ففُصل.
وحين ترى طالبًا متعجرفًا، متصدرًا، تذكّر أنه لم يتفوّق… بل تم تفويقه.
#كرامة_المعلم
#لا_للتمييز
#التعليم_مش_سلعة
#فساد_مدرسي
#جيل_العدل_مش_المجاملات