فرصة ذهبية لا يجب أن نُفرّط فيها
نتابع جميعاً تعافي العُملة الوطنية أمام العملات الصعبة، حتى انخفض سعر الصرف بنسبة تقارب 40%. وهنا، بعيداً عن التحليلات والتنظيرات وذكر الأسباب، نُعدّ هذا التراجع خطوة متقدمة يجب أن يستفيد منها المواطن، شريطة أن يصاحبه انخفاض فعلي في أسعار جميع المواد في الأسواق.
فكما تضرر المواطن بشكل مباشر من ارتفاع سعر الصرف، لا بد أن يُعالج هذا الضرر عند تحسُّن العُملة. وبالتالي، أصبح من الواجب على جميع التجار الالتزام بالتسعيرة الجديدة، وعدم القبول بأي أعذار منهم مهما كانت. وعلى الجهات المختصة أن تُصدر قائمة أسعار مُحدّثة تشمل كافة المواد، من غذائية ودوائية وقطع غيار، إلى المشتقات النفطية، ومواد البناء، والملابس، والخضروات، والفواكه، واللحوم، والأسماك، والدجاج، وكل ما يُعرض للبيع في السوق. ويجب أن يكون المواطن هو الرقيب الأول على هذه التسعيرة، عبر الإبلاغ عن أي مخالفات من أي تاجر كان.
وأنا شخصياً أرى أن هذه الفرصة قد جاءت لنا من السماء، إن أردنا الإصلاح والتصحيح، بعدما كانت البلاد على حافة الانهيار. ولا ينبغي أن نسمح بعودة العبث الذي جثم على البلاد والعباد لسنوات طويلة.
نصيحتي: لنُوحد صفوفنا لمواجهة من يسعى اليوم لإعادتنا إلى ما قبل هذا التعافي، بعيداً عن التسييس، ولندع السياسة لأهلها، ولنهتم الآن بأوضاعنا المعيشية. فلنتذكر حينها كيف وصلنا إلى مرحلة لم نكن فيها قادرين على إشباع بطوننا.
ولا ينبغي أن نتوقف عند هذا الحد، بل يجب أن نطالب بمزيد من الإصلاحات التي تصبّ في مصلحة المواطن، لتجاوز هذه الأزمة والخروج منها بسلام. ويجب ألا نسمح لأي جهة أو فرد أن ينسب هذه الإصلاحات لنفسه، فهي ليست إنجازات بقدر ما هي محاولات لتصحيح أخطاء من تصدروا المشهد بعد حرب 2015م.
فلنضع أيدينا في يد قياداتنا الرشيدة، لتجاوز كل تلك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية.
شاعر المليون
الشيخ علي بن حلموس المحرمي
يافع - القارة
الأحد الموافق 3 أغسطس 2025م.