جرح الوحدة
جرح الوحدة
قرأت كتاب عن علي عبدالله صالح، عن الطريق الذي سلكه منذ توليه الحكم، وعن كل قراراته التي شكلت اليمن كما نعرفها اليوم.
الرجل حكم البلاد لعقود طويلة، بلد مليء بالجبال والقبائل، بلد صعب الإدارة، وكان يعرف كيف يوازن بين النفوذ والسلطة.
تولى الحكم في فترة عصيبة، وكان يبدو ذكيًا وحكيمًا في البداية.
قرأت كيف أعلن الوحدة عام 1990، وكيف فرح الناس وأملوا بغد أفضل، لكن ما قرأته جعلني أفهم أن الوحدة لم تكن كاملة.
الجنوب ظل مهمشًا، والعدالة التي كنا نحلم بها لم تتحقق.
كل قراراته، كما قرأت، كانت تصب في خدمة كرسيه أولاً، ونحن نحن من دفعنا الثمن.
الأطفال عاشوا الفقر، العائلات عانت، والجنوب ظل يعاني نتيجة خياراته، بينما هو كان يعرف كل شبر في بلده، لكنه اختار الطريق الذي يخدم سلطته قبل شعبه.
وأيضًا عن تحالفاته وطرق إدارته للتغيير، وكيف أنه بقي في السلطة حتى واجه نهايته في ديسمبر 2017، لكنه ترك خلفه قرارات وجرح الجنوب ما زال ينزف.
نحن لم ننسَ، وما زلنا نحصد نتائج تلك السنوات، بين الدخان واليأس، وبين صمت الناس وألهم.
ويجسد شاعر الجنوب صالح سيف شعورنا بالكلمات:
يا زمن الوحدة.. ما للجنوب إلا الجرح،
والناس صامتة، والأحلام ضاع بعضها مع الريح.
الجنوب دفع الثمن، ونحن نعيش اليوم في واقع مرّ، ونتساءل دائمًا: هل سنتعلم من الماضي؟ أم سنظل ندفع ثمن قرارات من رحلوا، بينما الجرح لا يلتئم؟
✍???? سناء العطوي


