وطنٌ يئنّ تحت صمت المسؤولين

بقلم : نجيب الداعري

لا نعلم من أين نبدأ الحديث، فالمآسي أصبحت جزءاً من يوميات المواطن البسيط، والمعاناة ترافقه كظله أينما حلّ وارتحل, يعيش في وطنٍ باتت فيه الهموم أثقل من الجبال، والأمل أضعف من خيط دخان، بينما الحاكم في سباتٍ عميق لا يسمع أنين الناس ولا يرى وجعهم، ومن يليه في نعيمٍ ورفاهيةٍ تامة، أما من تحتهما فيتغنى بحب الوطن وكأن التغني يكفي لملء بطون الجائعين أو لتبريد قلوب المحرومين.

يا للعجب من وطنٍ باتت فيه المعاناة عنواناً دائماً، والمواطن يدفع ثمن الصمت والتجاهل، وثمن الفساد الذي نخر جسد الدولة حتى لم يبقَ فيها سوى الرماد!

نعم، السلطة تتابع من بعيد، تراقب المشهد وكأنها في فيلمٍ طويلٍ لا يعنيها من أمره شيء، تترك المواطن يصارع الغلاء والجوع والخذلان، ثم تنتظر النتيجة:
إما أن يزول هذا الشعب المنهك من شدة ما يعاني، أو أن يواصل صبره المعهود على أملٍ لا يأتي.

أليس من الواجب أن يُسمع صوت الناس؟
 أليس من الأولى أن تُخفف معاناتهم بدل أن تُغضّ عنها الأبصار؟
فما أكثر الخطب والوعود، وما أقل الأفعال، وكأن الحكم غاية بذاته لا وسيلة لخدمة من وُجد من أجلهم!

ختاما .. إن الله سائلكم عن رعيتكم يوم لا ينفع مالٌ ولا جاه، فاتقوا الله في هذا الشعب الذي أرهقته الحاجة وأوجعته الأيام، ولا تستهينوا بصمت المظلومين فليس بعد ظلمهم  إلا السقوط، ولا بعد صبرهم إلا انفجار الصدور بما فيها من ألمٍ وقهر.

والله المستعان....