آخر مسمار في نعش الصبر . فالشعب لم يعد يحتمل!

بقلم: علي هادي الأصحري

لطالما حاولت أن أكون متفائلاً بالحكومة الجديدة بل كنت من أكثر من سعوا لإيجاد مبررات للعرقلات التي تواجهها وكنت أكتب وأحلل محاولاً أن أضع اللوم على الأطراف المعرقلة وعلى مجلس الثمانية علّنا نجد ضوءاً في نهاية النفق.

لكن اليوم وأنا أكتب هذه السطور أشعر بالخجل من قلمي ومن كل حرف حاول أن يتمسك بخيط الأمل.

نحن اليوم على أعتاب الشهر السادس دون رواتب.  
نعم، ستة أشهر كاملة بلا مصدر دخل بلا لقمة مضمونة بلا دواء بلا أدنى مقومات الحياة.  
فهل يُعقل أن نحمّل شعبًا بأكمله هذا العبء الثقيل ونطالبه بالصبر أكثر؟  
أي صبر هذا الذي يُطلب من بطون خاوية وأرواح أنهكها الانتظار؟

لا أحد منكم يجوع كما يجوع الفقراء
ولا أحد يشعر بمرارة الأب العاجز أمام أبنائه
ولا أحد ينام على وسادة الخوف من الغد كما ينام هذا الشعب الصابر المطحون.

رسالتي هنا للحكومة الجديدة
كنا سندكم بالكلمة وبالدعاء وبالأمل
لكن جفاف الجيوب يقتل الحناجر والجوع يخرس الأقلام.  
لا تقتلوا ما تبقى من التفاؤل لا تزرعوا اليأس في القلوب التي ما زالت تقاتل من أجل لقمة.

صبر الشعب ليس أبدياً
وضخ الرواتب ليس ترفاً بل إنقاذٌ لما تبقّى من الكرامة.  
فلا تجعلونا نطرق آخر مسمار في نعش ما تبقى من الثقة.