حينما غابت مشاريع الدولة ظهرت المبادرات المجتمعية.
هكذا احلت المبادرات المجتمعية في مشاريعها بعد غياب المشاريع الخدمية عندنا في اليمن أغلبها مشاريع مجتمعية وعبر مبادرات يتبناها أبناء الوطن على مختلف مناطق الجمهورية وليست مشاريع رسمية حكومية .
وللأسف الشديد فإن كثيرا من تلك المشاريع الخدمية تتعثر ولا ترى النور وتتوقف وهي في لمساتها الأخيرة نتيجة الصراعات الطبقية التي نعاني منها شئنا أم أبينا.
فالمشروع الخيري أو الخدمي لابد أن يحمل بصمة الشيخ بصورة مباشرة أو غير مباشرة وهذا مرض مستعصي علينا منذ القدم ذلك لأننا لانحمل وعيا كافيا للوقوف ضد تلك الشخصيات التي تقف حجرة عثراء أمام تلك المشاريع الخيرية والخدمية.
غير أن الوعي المجتمعي هو الكفيل بإنجاز تلك المشاريع الخدمية وهذا الوعي تواجده قليل إن لم يكن منعدم أصلا مع أننا اليوم في أشد الحاجة إليه.
مشاريع تكلف عشرات الملايين من الريالات ويسعى شخص لعرقلتها في كثير من المناطق وتتلاشى بعد ذلك وتتوقف بل وتنتهي في بعض الحالات ثم تضيع .
عندنا في اليمن شخصنة المشاريع والخدمات لا بد أن نربطها بزيد أو عمرو وكأن الأقدار تسوقنا لأن يتحكم بنا وبمصالحنا أشخاص حريصين على فعل الخير في الظاهر وفي الباطن هم ضد تلك المشاريع والخدمات .
ولذا ليس بمستغرب علينا اليوم أن يتوقف جسر نخله وهو في لمساته الأخيرة ولم يتبقى على اكتماله إلا القليل فجسر نخلة ليس بشاذ على تلك المشاريع الخدمية التي نراها ونعلم أسباب توقفها وعدم اكتمالها .
وعلينا اليوم وعند اعتماد مشروع خدمي ألا نربطه بزيد أو عمرو مطلقا لئلا يتحكم به وبنا ويوقفه كي يظهر هو بمظهر البطل الذي عمل كل شئ دون غيره ولا بد أن ينسب إنشاء هذا المشروع إليه وهو في الحقيقة عكس ذلك وتلك معاناة قديمة ومستمرة ويجب أن نقف ضد تلك الظاهرة المعرقلة لكل المشاريع الخدمية التي تعاني المناطق من انعدامها .