دراجتي كانت هاركليس

دراجتي كانت هاركليس  وقد أطلق عليه هذا الأسم لمثانتها وقوتها ومميزاتها وأناقتها والتي كانت تشبه الدراجات العالمية في مضمار السباقات العالمية وهاركليس هو عبارة عن اسم لشخصية عالمية لا اذكر تحديدا ماهي هل كانت تلك الشخصية العالمية على حسب ما اذكر بطل اشتهر عالميا في مجال الرياضة او انه كان بطل من ابطال الأفلام الغربية الهولودية الشهيرة في ذلك الزمان لأني كنت في تلك الفترة في سن صغير تقريبا في عام ٦٦،٦٧ وكانت المعارك على اشدها أبان النضال والكفاح المسلح ضد الإحتلال والإستعمار البريطاني أنذاك بين ثوار وفدائيون الجبهة القومية وجبهة التحرير حينها ثم قبولي في الصف الأول الإبتدائي في مدرسة الغربية الواقعة في منطقة الشيخ عثمان والذي كان مديرا لها في تلك الفترة الشيخ الفاضل عبدالله حاتم٠

طبعاً كان والدي الله يرحمه سعيدا جدا بأن ثم قبولي في المدرسة كوني كنت الإبن الولد البكر من الاولاد والبقية بنات حينها اشتدت المعارك اكثر واكثر في مدينة الشيخ عثمان ( ڤيتنام العرب) على حسب ما اطلق عليها قائد الجيش البريطاني تلرڤلين وخاصة ان حوافينا هي من كانت معقلاً للثوار وفدائيون جبهة التحرير حيث كان مقر ومعقل فرقة سند الرسول التنظيم الشعبي لجبهة التحرير هو احد المنازل التابعة لأسرتنا التي كانت مقابل لمنطقة كود بيحان وكانت من البيوت اللبن المقابلة لها وكان قائدها السيد مختار الهارش وايضا كانت فرقتا النجدة والعاصفة التابعة لجبهة التحرير مقرها في عمارة ياسين الدبعي في حافتنا حافة الصباغين شارع قرطبة قسم (أ) رقم (٤)  وكانت دوريات عساكر الإنكليز المستعمرة المحتلة الراكبة والماشية على الأقدام دائماً وهي تفتش وتحاصر حوافينا بحث عن الثوار والفدائين من الجبهتين التحرير والقومية ومن يساعدهم ويخفيهم من المواطنين٠

فعندما اشتدت المعارك وزاد الحصار خاصة وان والدي واعمامي كانوا في الجبهتين منهم في فرقة سند الرسول ومنهم في الجبهة القومية مما اضطر والدي لنقلنا إلى مدينة التواهي في منزل عمي احمد المريسي للعيش هناك مؤقتا وكنا نعيش مع اسرة عمي في بيت واحد وكان ابن عمي نجيب المريسي معه دراجة هوائية اسمها هاركليس وكانت جديدة وشكلها أنيق تشبه الدرجات الهوائية الخاصة بمتسابقين الدرجات في مضمار السباق وكان نجيب يدرس في مصر العربية وهو اكبر مني سناً وهو ايضا وحيد عمي احمد من الأولاد بين ثلاث من البنات وقد كان سعيدا جداً بقدومنا للعيش معهم في منزل واحد وعندما علم باني قبلت في الصف الاول الإبتدائي في مدرسة الغربية تشجيعاً منه اهداني دراجته الهوائية الهاركليس والتي كنت اذهب بها إلى المدرسة الغربية وكانت شكلها أنيق و ملفت للنظر وكنت متميز بها بين زملائي الطلاب والذين البعض منهم عنده دراجة هوائية اسمها (ڤلبس) وهي مشهورة ايضاً وظليت محتفظ بها في بيت والدي في الشيخ عثمان  حتى بعد ان تزوجت في عام (١٩٨٠)م وقد اضطر والدي لبيعها بعد ان تعرض احد إخواني الصغار لحادث مروري وهو يقودها في احد شوارع الشيخ عثمان هذه بعض من الذكريات القديمة التي كانت تجسد وتحكي عن كيفية الترابط والتكاتف والمواقف الوطنية والأخلاقية والإنسانية والعلاقات الأسرية والمجتمعية التي كانت سائدة بين كافة ابناء مدينة عدن وفي احلك الظروف التي كنا نعيشها ايام الإحتلال والإستعمار البريطاني لمدينة عدن والدليل تلك الفرحة التي غمرت ابن عمي نجيب المريسي بقدومنا للعيش معهم في منزل واحد واهداني دراجته الهوائية المتميزة الهاركليس الغالية الثمن في ذلك الوقت هذه صورة من الصور البسيطة والمتواضعة عن حياة عدن وابناءها والتي لا يعرفها إلا من حبها وعشقها وانتما إليها و سكنت وجدانه وقلبه و كل جوارحه عدن٠

#المريسي٠