الفاصولياء البيضاء .. فرحة ما تمت

كثرت أساليب الكتّاب في معاناة المعلمين وتنوعت فيها أنماط التشبيه والتشبيه البليغ  والاستعارة والطباق والجناس وغيرها، حيث يعطيها مذاق مر لا يستساق شربه حتى أصبح الواقع الذي نعيشه أدهى وأمر .

لذلك من تلك المعاناة التي نصفها هي بان المعلم ينتظر راتبه القليل بفارق الصبر ويحن له بإحر من الجمر ، وماهي إلا لحظات يسيرة ودقائق معدودة فإذا براتبه في عداد الموتى فذهب وولى أدراج الرياح .

ومن زيادة المعاناة للمعلمين تأخير رواتبهم عن وقتها المحدد فهذه بحد ذاتها ما تزيد الطين إلا بلة ، لذلك يقص علينا معلم من مديرية مودية محافظة أبين قصته الموسومة بعنوان المقال قال فيها : تأخر علينا راتب شهر نوفمبر لهذا العام فبعد عدم قبولي من بعض المحلات لشراء المواد الغذائية آجلاً ، ذهبت إلى أحد الأخوة الطيبين لأستدين منه مبلغ من المال لشراء بعض المواد القليلة لفترة عشرة أيام فقط حتى يأتي راتبي فأعطاني المال ففرحت وذهبت إلى أمي وزوجتي وقلت لهن ساشتري بإذن الله لكن رطل فاصولياء بيضاء لان لنا ما يقارب الشهرين أو الثلاثة ونحن لم نذقها ولم تدخل بيتنا ففرحت العائلة كلها بهذا الخبر .

ففي الصباح ذهب المعلم إلى السوق واشترى المواد كلها ونسي شراء الفا صولياء البيضاء ولم يبق معه من المال لشراء الفاصولياء . تحدث مع بعض زملائه المعلمين عن ما حدث فأعطاه أحد الزملاء مبلغ 1500 ريال لشراء نصف كيلو فاصولياء .

جاء المعلم وفي يده الفاصولياء وهو مهموم وكأن الأرض قامت ولم تقعد فقالوا له ما الامر ليش كل هذا الهم ، فقال اشتريت الفاصولياء لكن ليس معي مال لشراء ما يطبخها من بصل وبسباس أخضر وصلصة . فعاد إلى البيت ومعه الكيلو الفاصولياء ووضعها في دولاب المطبخ وقال لها انتظرني وقري عينا في مكانك حتى يأتي راتب شهر نوفمبر المفقود الذي لا يظهر في الأفق .

فلا تتعجب من ما كتبته فكل ما خطته يميني حقائق أكيدة ، فبعض البيوت تعتبر الفاصولياء البيضاء بالنسبة لهم بمثابة اللحم البلدي .