سكوت الحكماء لا يعني عجزهم

يقول الإمام الشافعي
 رحمة الله تعالى عليه قاصف جبهة السفيه: "يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فأكره أن أكون له مجيبا، يزيد سفاهةً فأزيد حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيباً". ويضيف : "إذا نطق السفيه فلا تُجبهُ فخيرٌ من إجابته السكوت، فإن كلمته فرجت عنه وإن خليته كَمَداً يموت". فهذه الأقوال تعبر عن الحكمة في تعاملنا مع هؤلاء السفهاء، ويخبرنا الامام الشافعي أن مشاركته عن جهل مننا بالرد عليه في سفاهته في هذه الحالة ينال مبتغاه في التطاول عليك ، بمعنى آخر قد يذكر السفيه في بعض المواضع ويراد به الجاهل قليل العقل، بينما السكوت من مجاراته خيرا لنا ، لأنه قد يزيد في جهله إذا أجبته، وقد يموت كمدًا إذا تركته . كما في قوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ. 
فكم في محيطنا ذلك السفيه  الإنسان الناقص العقل، الذي يتجرأ على الآخرين بالسب والشتم ويتهجم دون سبب ويطلق الكلام القبيح بسهولة فهو إنسان غير ناضج ولا مسؤول عن افعالة، والسفيه يلتقي من الناحية السيكولوجية مع اللئيم في الشر وإن كان الأخير قلما يعقله الزمن ..

لو نلاحظ أن اغلب السفهاء كبار السن والذي يتحمل مسئولية أسرية وهذه هي الكارثة كما قال أحد الشعراء فيهم :
"وإنَّ سفاه الشيخ لا حلم بعَدهُ
وإن الفتى بعد السفاهة يحلُمُ"

والحلم هنا بمعنى العقل..

واختتم حديثي بكلام الله في محكم آياته في سورة النساء: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا}، وقوله تعالى في سورة البقرة: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}. 
صدق الله العظيم 

ودمتم