تحسن الصرف بلا رقابة لا يطعم خبزآ

   ناصر العامري 

في زمن تتارجح فيه العملة المحلية بين الهبوط والصعود يعيش المواطن اليمني في عدن حالة من الترقب المستمر فكلما انخفض سعر الدولار تنفس الناس الصعداء املا في تحسن معيشتهم لكن هذه الامال سرعان ما تتلاشى امام واقع السوق الذي لا يتغير رغم الارقام المبشرة فالتجار لا يخفضون اسعارهم والاسواق ترفض ان تعكس التغيرات المصرفية وكانها تعمل بمنأى عن الشعب وقضاياه

فالريال اليمني سجل تحسنا في الايام الماضية وانخفض سعر الدولار الى مستويات مقبولة نسبيا ومع ذلك بقيت اسعار المواد الغذائية والدواء والمواصلات على حالها مما يطرح السؤال الكبير هل تحسن الصرف وحده يكفي ام ان غياب الرقابة وغياب الارادة الحقيقية هو ما يبقي المواطن في دائرة المعاناة

المشكلة ليست في الدولار ذاته بل في جشع لا يحاسب وسوق بلا ضابط وحماية مستهلك لا تحمي المواطن فعلا والنتيجة ان الغني يربح في كل الحالات والمغلوب على امره يدفع الثمن في كل الاوقات

المواطن لا يريد بيانات مصرفية او مؤشرات دولية بقدر ما يريد ان يرى الاثر في حياته اليومية يريد ان يشتري حاجاته باسعار عادلة يريد ان يعامل كبشر في وطنه لا كأرقام تتارجح فوق الشاشات

الحل ليس فقط في ضخ العملات او اصدار تعاميم بل في تفعيل الرقابة اليومية ومحاسبة كل تاجر يبيع بسعر غير منصف والزام الجميع بتحديث قوائم الاسعار وفق السوق الحقيقي لا السوق الوهمي في رؤوسهم

عندما يرتبط الدولار بسعر الرغيف والدواء والنقل حينها فقط يمكننا ان نقول ان سعر الصرف يخدم الناس لا المصارف وان القرارات الاقتصادية لم تعد حبرا على ورق بل اصبحت حياة ومعيشة وكرامة