إلى أبناء شعبنا الجنوبي العظيم....
أيها الأحرار في كل شبر من أرضنا الحبيبة. يامن سقيتم ترابها بدماءكم الطاهرة وارتوت جبالها ووديانها ببطولاتكم العظيمة. اعلموا جيدًا أن قائدكم عيدروس الزُبيدي لم يكن يومًا طارئًا على هذه الأرض ولا ضيفًا على قضيتكم، بل هو ابنها الذي تربى في ترابها، وصُقلت عزيمته في معاركها، وتشكل وعيه من آهات شهدائها وأنّات جرحاها. لقد جاءكم من الخنادق لا من المكاتب، من الجبال لا من القصور، من ميادين المواجهة لا من دهاليز السياسة.
أيها الأحرار...
لقد استطاع قائدكم أن يحقق لكم مكتسبات عظيمة على الأرض لم تكونوا تحلمون بها في ظل اشتداد المعارك وتكاثر الخصوم والمؤامرات. تذكروا كيف كان الجنوب غارقًا في التمزق والتشرذم والتعدد السياسي والثوري، وكيف أصبح اليوم تحت راية موحدة، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تحوّل إلى مظلة جامعة لكل الجنوبيين، وصوت صادق لقضيتكم العادلة.
أيها الأحرار...
لقد أثبت لكم عيدروس صدقه وقيادته وحبه لكم ولأرضكم، فأسس لكم جيشًا من الصفر، وأعاد لكم هويتكم وسيادتكم، ومنحكم صوتًا حاضرًا في المحافل السياسية والإقليمية والدولية، وفرض لكم قضيتكم على الطاولات التي حاول الآخرون إقصاءها لعقود طويلة.
أيها الأحرار...
إن عيدروس لم يخض معركة واحدة، بل يخوض معارك متعددة الأوجه والمستويات: عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية. إنه يقاتل في جبهات كثيرة، ويواجه مؤامرات داخلية وخارجية، وفي خضم هذه الظروف قد تحدث أخطاء، وهذا طبيعي في مرحلة صعبة ومعقدة. لكن تذكروا: النقد البنّاء مقبول في ظل دولة مستقرة، أما في ظل حرب مفتوحة وتهديدات متواصلة، فإن بعض الأخطاء هي انعكاس للمعركة وليست دليلاً على الفشل.
يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم.
إن الألم الأكبر ليس أن يقاتل الرجل في الصفوف الأولى ويواجه الموت، بل أن يتعرض للطعنات من خاصرته بأقلام الشامتين وأصوات المزايدين، بينما هو يذود عن كرامتكم وكرامة أبنائكم. وما يتعرض له من حملات التخوين والمناطقية أشد وقعًا من رصاص العدو، لأن العدو معروف بوجهه وسلاحه، أما هؤلاء فيتخفّون بثياب الوطنية ليزرعوا الفتنة بين صفوفكم.
يا أبناء شعبنا الجنوبي الحبيب.
إن خذلان القائد في لحظة المعركة هو خذلان للقضية كلها. وإن التشكيك فيه هو طعن في دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن أرضنا وحقنا في الحياة الحرة الكريمة.
وعليه…
فليكن السقف الذي يجمعنا هو مواجهة أعدائنا الحقيقيين الذين يهاجموننا اليوم في كل تفاصيل حياتنا، ولنحافظ على أرضنا التي تستحق كل تبجيل. فما جدوى الخلافات الضيقة والمشاحنات الجانبية إذا كانت نتيجتها القضاء على مستقبلنا؟
إن أعداءنا يتربصون بنا في كل مكان، فلا تسمحوا لهم أن يتقدموا شبراً واحداً، ولا أن ينالوا من وحدتكم وتلاحمكم، فإنهم إن تمكنوا منكم فلن تجدوا إلا ما يغصّ حياتكم ويزيدها بؤساً ومعاناة. فحافظوا على ما بأيديكم، واتركوا المناكفات والمشاحنات، فإنها ليست إلا معركة موجَّهة لتمزيق صفكم. ولا تنخدعوا بمن يدّعي حب الجنوب وحرصه على القضية، وهو في الحقيقة خنجراً مسموماً في خاصرتها.واعلموا جيداً إن معركتنا اليوم هي معركة الوجود والمصير الواحد، وليست معركة الطعنات الداخلية ولا رمي صكوك الوطنية جزافاً. محبكم مهيب الجحافي