شبكات الدعارة والابتزاز في صنعاء .. وجه آخر لجرائم المليشيات الحوثية

تشهد العاصمة المختطفة صنعاء، وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، انتشاراً واسعاً ومخيفاً لشبكات الدعارة والابتزاز الجنسي، في واحدة من أبشع صور الانحطاط الأخلاقي والاجتماعي التي تشهدها البلاد منذ انقلاب المليشيات على الدولة.

فقد تحولت هذه الشبكات إلى أدوات بيد المليشيات الحوثية لتنفيذ أجندتها القذرة في القمع والسيطرة والابتزاز، عبر وسائل متعددة تبدأ بالإغواء وتنتهي بالتهديد والتجنيد القسري.

تشير تقارير حقوقية إلى أن "الزينبيات"، وهنّ الجهاز النسائي التابع للمليشيات الحوثية، يقمن بدور محوري في إنشاء وإدارة وتنظيم هذه الشبكات، حيث تتولى الزينبيات مهمة استدراج النساء والفتيات، خصوصاً المحتجزات في السجون، وإجبارهن على الخضوع لانتهاكات جنسية تحت مبرر "تطهير أرواحهن"، في مشهد يختزل أبشع صور العنف الجنسي المنظم.
ولا يقتصر الأمر على الاغتصاب، بل يتم تصوير الضحايا أثناء الاعتداء عليهن، لاستخدام تلك التسجيلات لاحقاً في ابتزازهن وإجبارهن على العمل كمخبرات لصالح المليشيات.

وإلى جانب إدارة شبكات الدعارة، تستخدم مليشيات الحوثي أساليب قذرة للنيل من خصومها السياسيين والحقوقيين، إذ تقوم بتلفيق تهم الأفعال المنافية للآداب ضد المعارضين، وتستهدف نساءهم بجرائم إلكترونية تشمل اختراق الهواتف وسرقة الصور، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتزييف محتوى جنسي بهدف تشويه السمعة وتدمير النسيج الاجتماعي.
بهذه الوسائل، تحاول المليشيات إسكات الأصوات المعارضة وإرهاب المجتمع عبر الضرب في شرف الناس وأعراضهم.

ولا تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، إذ كشفت تقارير دولية عن وقوع جرائم اغتصاب مروعة داخل السجون التي تديرها المليشيات الحوثية.
وتتعرض المحتجزات للاغتصاب الممنهج من قبل قيادات وعناصر المليشيا، بينما تُمارَس جرائم مشابهة بحق الصبيان داخل المعتقلات، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية.

وقد وثّق التقرير النهائي لفريق الخبراء الدوليين المعني باليمن والمقدم إلى مجلس الأمن الدولي جانباً من هذه الجرائم المروعة، مشيراً إلى أن المليشيات الحوثية تمارس أنماطاً ممنهجة من العنف الجنسي والابتزاز لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

لقد تجاوزت ممارسات المليشيات الحوثية في هذا الجانب كل القيم اليمنية والعربية والإسلامية، وبلغت حدّاً من الانحطاط يعكس تفكك المنظومة الأخلاقية داخل الجماعة.
وما يجري اليوم في العاصمة المختطفة صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتها ليس مجرد تجاوزات فردية، بل سياسة مرسومة تُستخدم فيها أعراض الناس وأجساد النساء كأدوات حرب ونفوذ، في جريمة بحق الدين والإنسانية والوطن.